القائم بذاته في الأحوال كلها واحد والاختلاف يرجع إلى العبارة الدالة عليه لا على نفس المعنى كذي في وصوف كلامه .
ومن شبهتهم أنهم قالوا القرآن معجزة الرسول والمعجزة لا تكون إلا أفعالا خارقة للعادة ولا يجوز أن تكون المعجزة قديمة إذ لو جاز ذلك لجاز أن يكون علمه القديم معجزة وسمعه القديم معجزة وهذا لأن القديم لا يختص ببعض المحدثين حتى يصير معجزة له فإذا ثبت كونه معجزة ثبت أنه مخلوق .
فالجواب أن عندهم القرآن حين خلقه كان أصواتا ثم انقضت والمتلو والمحفوظ ليس بكلام الله تعالى ونفي كلامه اشنع مما ذكرنا .
والجواب من مذهبهم أن ما تحدى به الرسول لم يكن كلام الله تعالى وإنما تحدى بمثله .
وعندهم أن كل قارئ آت بمثل كلام الله تعالى وقد قال الله تعالى قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله فأبطلوا المعجزة وكذبوا القرآن فظهر فساد قولهم .
مسألة .
كلام الله تعالى منزل على الحقيقة والدليل عليه ظاهر الآيات من كتاب الله تعالى مثل قوله انا أنزلناه قرآنا عربيا وقوله آلم تنزيل وقوله وكذلك أنزلناه قرآنا