علمت وما عقلت أو عقلت وما علمت إلا أنه اسم لنوع من العلم وهو البديهي دون الضروري والكسبي لأن أصل العلوم الضرورية الحواس .
ومن الجائز أن يكون الموجود عاقلا ولا حاسة له والكسبي يحصل عن نظر والعقل يسبق النظر .
وأما الدليل فهو المرشد إلى المقصود وينقسم ذلك إلى عقلي وسمعي .
فالعقلي مثل دلالة الصنع على الصانع .
والسمعي خبر الصادق مثل كتاب الله وسنة رسول الله .
وأما النظر فهو فكر القلب والتأمل في حال المنظور لطلب حقيقة العلم أو غلبة ظن .
والنظر صحيح عندنا ويحصل به العلم .
وأنكرت طائفة من الدهرية صحة النظر وقالوا لا معلوم إلا من جهة الحواس وتطرقوا بذلك إلى نفي الصانع .
والدليل عليه بطلان قولهم أن نقول لهم عرفتم فساد النظر أو تشكون فيه فإن قالوا نقطع ببطلانه فقد أبطلوا قولهم لا معلوم إلا من جهة الحواس لأن فساد النظر لا يعرف حسا .
وإن قالوا الشك في كون النظر طريقا إلى العلم دعوناهم إلى