بأن الله تعالى عالم بكل مخلوق غير بني آدم فإذا حملوا على العلم لم يكن لتخصيص بني آدم فائدة .
فإن قالوا خص بني آدم تشريفا لهم .
قلنا وخص العرش بذلك تشريفا له .
فإن قيل الاستواء إذا كان بمعنى القهر والغلبة فيقتضي منازعة سابقة وذلك محال في وصفه قلنا والاستواء بمعنى الاستقرار يقتضي سبق الاضطراب والانزعاج وذلك محال في وصفه .
وأما قوله تعالى ورافعك إلي معناه إلى كرامتي ورحمتي .
وقوله يخافون ربهم من فوقهم معناه يخافون ربهم أن ينزل عليهم عذابا من فوقهم وإنما خص جهة فوق لأن الله تعالى أجرى سنته أن ينزل العذاب من فوق .
وأما قوله عليه السلام ينزل الله في كل ليلة إلى سماء الدنيا والمراد به انه يبعث ملكا إلى سماء الدنيا حتى ينادي على ما ورد في الخبر ثم أضاف نزول الملك إلى نفسه كما يقال نادى الأمير في البلد إذا أمر بالنداء ويقال قتل الأمير فلانا والقاتل غيره ويضاف إلى الأمير من حيث إنه هو الآمر به