مسألة .
الباري تعالى قديم والقديم في عرف اللسان اسم لموجود تقدم على غيره زمانا طويلا كما يقال رسم قديم ودار قديمة وقال تعالى حتى عاد كالعرجون القديم .
ومعنى وصفنا للباري تعالى بالقدم انه لا أول لوجوده .
واطلاق الإسم له على سبيل الأول لأن ما تقدم على غيره زمانا معلوما إذا سمي قديما فما لا أول له أولى أن يكون قديما .
والدليل على أنه قديم أنه لو كان حادثا لافتقر إلى محدث آخر فيتسلسل ذلك ويؤدي إلى إثبات حوادث لا أول لها وفي ذلك حكم بإثبات قدم العالم .
فإن قيل يلزمكم مثل ذلك في إثبات موجود لا أول له وذلك لأنه لا يعقل استمرار الوجود إلا في أوقات متعاقبة لا نهاية لها وفيه إثبات حوادث لا نهاية لها .
قلنا هذا السؤال غلط فإن حقيقة الوقت مقارنة موجود بموجود يقال وقت طلوع الشمس إذا قاربت الشمس مشرقها ووقت دخول الأمير إذا قرب من البلد وفي العرف عبارة عن حركات الفلك .
وإذا ثبت هذا فليس من شرط الوجود حركات الفلك ولا اقتران موجود آخر به إذا لم يتعلق أحد الموجودين بالثاني مثل تعلق الصنع بالصانع