فأما أن يبطل بها ثواب الإيمان فلا ولأن الثواب والعقاب إن كانا متنافيين فلم كان إبطال الثواب بالعقاب أولى من إبطال العقاب بالثواب بل إحباط العقاب أولى لأن السمع ورد به قال الله تعالى إن الحسنات يذهبن السيئات ولأن الكبيرة تقارن الطاعات ولا تمنع من صحتها حتى لو تاب بعده يثاب عليها .
ولو كان يسقط ثواب الطاعة لكان ينافي صحته كما في حال الردة ولأن من بغى عليه عبده وعصاه فعاقبه مدة ثم رده إلى الكرامة لم يستقبح ذلك فكيف تحكموا بأنه لا يجوز من الله تعالى أن يعفو عنه ويرده إلى الكرامة ويتضح ذلك بآيات من كتاب الله تعالى أن الله لا يغفر أن يشرك به وقال تعالى إن الله يغفر الذنوب جميعا وقال لا تقنطوا من رحمة الله وقال ومن يغفر الذنوب إلا الله فإن استدلوا بقوله ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها .
قلنا معناه ومن يقتل مؤمنا مستحلا قتله فيكون معناه من قتل مؤمنا لأجل إيمانه ومن فعل ذلك فهو كافر مخلد في النار هكذا قاله ابن عباس Bه وهو ترجمان القرآن