وذلك مستحيل في وصف الباري سبحانه وتعالى لأن خبره صدق لا محالة .
قلنا هذا ليس بصحيح لأن الوجوب ليس بصفة للواجب على اصلنا ولكن الواجب الذي قيل فيه افعل فاذا اخبر الباري تعالى عن وجوب شيء فمعناه أنه أخبر عن الأمر به وإذا نهى عنه اخبر عن النهي عنه فلم تكن بين الأخبار عن الأمر به وبين الأخبار عن النهي عنه تناقض وإنما يقع التناقض لو كان الوجوب صفة الواجب يقع الخبر به والنهي صفة المنهي عنه يقع الخبر عنه فيقع التناقض .
فإن قالوا انتم جوزتم النسخ ثم ادعيتم أن شريعتكم مؤيدة فإذا طولبتم بالدليل عليه صرتم إلى إخبار رسولكم بتأييد شرعه وأنه لا نبي بعده ونحن ندعي أيضا أن موسى عليه السلام أخبر بتأيد شرعه وأنه لا نبي بعده .
قلنا لو صح ما قلتوه عن موسى لكان صدقا ولو كان صدقا لما ظهرت المعجزة على يد عيسى ومحمد صلى الله عليهما فلما ظهرت المعجزة على يد من ادعى النبوة بعد موسى ظهر به كذبهم فيما ادعوه فإن طعنوا في معجزة عيسى ومعجزة رسولنا صلى الله عليهما لم ينفصلوا عمن يعكس ذلك عليهم في معجزة موسى .
جواب آخر عن سؤالهم