الشرط الرابع أن يكون ظهور المعجزة بعد الدعوى والتحدي حتى لو ظهرت آية فقال رجل من القوم أنا نبي الله والذي ظهر معجزتي لم يكن شيئا لأنه لا تعلق لما مضى بدعواه ولا يدل على صدقه .
فإن قيل فهل يجوز أن تتأخر المعجزة عن دعوى النبوة .
قلنا إن تأخرت ووافقت دعواه بأن قال علامة صدقي في ظهور كذا في الوقت الفلاني وظهر ما اخبر عنه على وفق ما قال لكان معجزة دالة على صدقه .
الشرط الخامس أن تشهد المعجزة بصدقه ولا تشهد بتكذيبه حتى لو قال رجل يدعي النبوة علامة صدقي أن ينطق هذا الحجر أو الشجر فأنطقه الله تعالى بتكذيبه حتى قال أيها الناس إنه كاذب فاحذروه لم يكن ذلك معجزة ولا دلالة على صدقه فهذه شرائطها .
مسألة .
مذهب أهل الحق جواز ظهور ما يخرق العادة على أيدي الأولياء على سبيل الكرامة .
وأنكرت المعتزلة كرامات الأولياء بالكلية .
والدليل على ثبوتها قصة أصحاب الكهف وما كانوا أنبياء .
والدليل عليه قصة مريم عليها السلام فإنها خصت بكرامات فمن ذلك أن زكريا كان يجد عندها في الشتاء فاكهة الصيف وفي الصيف فاكهة الشتاء حتى قال لها أنى لك هذا قالت هو من عند الله