وأنكرت البراهمة وقالوا من المحال أن يبعث الباري بشرا رسولا والمسألة تبتني على تحسين العقل وتقبيحه وقد قدمنا ذكره .
والدليل على جواز بعث الأنبياء المعجزات الظاهرة على أيدي الأنبياء وسنذكر شرائط المعجزة وكونها دلالة شبهتهم .
قالوا لو قدرنا ورود نبي من الله تعالى لم يخل ما جاء به الرسول إما أن يستدرك بالعقل أو لا يستدرك بالعقل فإن كان مما يستدرك بالعقل فلا فائدة في بعثه الرسل وإن كان مما لا يستدرك بالعقل فلا يتلقى بالقبول وإنما يقبل ما يدل عليه العقل فلم يكن فيه فائدة والحليم لا يفعل ما لا فائدة فيه .
فيقال لهم ولم لا يجوز أن يكون ما جاء به الرسول مما يستدرك بالعقل ويكون بعث الرسل تأكيدا له ومثله غير ممتنع كما لا يستحيل قيام أدلة عقلية على مدلول واحد وإن كان في الواحد كفاية ويكون باقي الأدلة مؤكدا .
جواب آخر لماذا لا يجوز أن يكون ما جاء به الرسول مما يستدرك عقلا إلا أن العقلاء تغافلوا عنه فيكون مجيء الرسول لطفا من الله تعالى بالقوم لينتهوا لما تغافلوا عنه فيكون فيه غرض .
جواب آخر يقول لهم من الأمور ما لا يستدرك عقلا ويحتاج إليه العقلاء وهي الأغذية الموافقة للبدن والسموم القاتلة فهلا جوزتم بعث نبي