الرد عليهم وبالغ في الاستدلال بأن أفعال العباد كلها مخلوقة بالآيات والأحاديث في ذلك مع أن قول من قال إن الذي يسمع من القارئ هو الصوت القديم لا يعرف عن السلف ولا قاله أحمد ولا أصحابه وإنما سبب نسبة ذلك لأحمد قوله من قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي .
فظنوا أنه سوى بين اللفظ والصوت بل صرح في مواضع بأن الصوت المسموع من القارئ هو صوت القارئ والفرق بينهما أن اللفظ يضاف إلى المتكلم به ابتداء فيقال عمن روى الحديث بلفظه هذا لفظه ولمن رواه بغير لفظه هذا معناه ولا يقال في شيء من ذلك هذا صوته فإن القرآن كلام الله ومعناه ليس هو كلام غيره أما قوله تعالى إنه لقول رسول كريم فاختلف فيه هل المراد جبريل أو الرسول عليهما الصلاة والسلام والمراد به التبليغ لأن جبريل مبلغ عن الله تعالى إلى رسوله والرسول إلى الناس ولم ينقل عن أحمد أنه قال أن فعل العبد قديم ولا صوته إنما أنكر إطلاق اللفظ .
وصرح البخاري بأن أصوات العباد مخلوقة وأن أحمد لا يخالفه في ذلك ولكن أهل العلم كرهوا التنقيب عن الأشياء الغامضة وتجنبوا الخوض فيها والتنازع إلا بما بينه الرسول .
ومن شدة اللبس في هذه المسالة كثر نهي السلف عن الخوض فيها واستغنوا بالاعتقاد أن القرآن كلام الله غير مخلوق ولم يزيدوا على ذلك