وناديناه من جانب الطور الأيمن وأجمعنا على أن موسى A سمع كلام الله تعالى من الله لا من ذات الشجرة ولا من حجر ولا من غيره لأنه لو سمع من غير الله تعالى كان بنو إسرائيل أفضل في ذلك منه لأنهم سمعوا من أفضل ممن سمع منه موسى لكونهم سمعوا من موسى فلم سمي إذن كليم الرحمن .
وإذا ثبت هذا لم يكن الكلام الذي سمعه موسى إلا صوتا وحرفا فإنه لو كان معنى في النفس لم يكن ذلك تكليما لموسى ولا هو شيء يسمع ولا يسمى مناداة .
فإن قالوا نحن لا نسميه صوتا مع كونه مسموعا .
فالجواب من وجهين أحدهما أن هذا مخالفة في اللفظ مع الموافقة في المعنى فإنا لا نعني بالصوت إلا ما كان مسموعا .
ثانيهما أن لفظ الصوت قد جاءت به الأخبار والآثار والنزاع إنما هو في أن الله تعالى تكلم بحرف وصوت أم لا .
فمذهب أهل السنة اتباع ما ورد في الكتاب والسنة انتهى كلام الشيخ الموفق