وإما قائلا بأنه كلام الله وتنزيله وأنه مخلوق وذكروا في دليلهم إنا جعلناه قرآنا عربيا و قالوا والمجعول لا يكون إلا مخلوق .
فولي المأمون وكان متكلما عربت له كتب الأوائل فدعا الناس إلى القول بخلق القرآن وتهددهم وخوفهم فأجابه خلق كثير رغبة ورهبة وامتنع من إجابته مثل أبي مسهر عالم دمشق ونعيم بن حماد عالم مصر والبويطي فقيه مصر وعفان محدث العراق وأحمد بن حنبل الإمام .
وطائفة سواهم فسجنهم .
ثم لم ينشب أن مات بطرسوس ودفن بها ثم استخلف بعده أخوه المعتصم فامتحن الناس ونهض بأعباء المحنة قاضيه أحمد بن دؤاد وضربوا الإمام أحمد ضربا مبرحا فلم يجبهم وناظروه وجرت أمور صعبة من أراد أن يتأملها ويدري ما ثم كما ينبغي فليطالع الكتب والتواريخ وإلا فليجلس في بيته ويدع الناس من شره وليسكت بحلم أو لينطق بعلم فلكل مقام مقال ولكل نزال رجال وإن من العلم أن تقول لما لا تعلم الله ورسوله أعلم