تكاد تراه صغرا يحول ويزول ولا يرى له بصر ولا سمع فاعرف غناك عن تكليف صفة ما لم يصف الرب من نفسه بعجزك عن معرفة قدر ما وصف منها .
فإذا لم تعرف قدر ما وصف فما تكلفك علم ما لم يصف هل تستدل بذلك على شيء من طاعته أو تنزجر به عن شيء من معصيته .
فأما الذي جحد ما وصف الرب من نفسه تعمقا وتكليفا فقد إستهوته الشياطين في الأرض حيران فعمي عن البين بالخفي ولم يزل يملي له الشيطان حتى جحد قوله تعالى وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة فقال لا يرى يوم القيامة وقد قال المسلمون لنبيهم هل نرى ربنا يا رسول الله فقال هل تضارون في رؤية الشمس الحديث .
إلى أن قال وقال رسول الله لا تمتليء النار حتى يضع الجبار فيها قدمه فتقول قط قط ويزوى بعضها إلى بعض وقال لثابت بن قيس لقد ضحك الله مما فعلت بضيفك البارحة .
وذكر فصلا طويلا في المعنى .
387 - أنبأنا به أحمد بن سلامة أنبانا يحيى بن يونس أنبأنا عبد القادر ابن محمد أنبأنا أبو إسحاق البرمكي أنبأنا أبو بكر بن بخيت أنبأنا عمر بن محمد الجوهري حدثنا أبو بكر الأثرم حدثنا عبد الله بن صالح عنه كان عبد العزيز من بحور العلم بالحجاز نودي مرة بالمدينة بأمر المنصور لا يفتي الناس إلا مالك وعبد العزيز بن الماجشون .
توفي ابن الماجشون سنة أربع وستين ومائة وكان ابنه عبد الملك من كبار تلامذة مالك