@ 266 @ في الدنيا ولا يشقى في الآخرة ، وبيان هذا أن هؤلاء يزعمون أنهم لو تركوا طريقة الآباء ويقتصرون على الوحي لم يهتدوا بسبب أنهم لا يفهمون ، كما قالوا : ! 2 < قلوبنا غلف > 2 ! فرد الله عليهم بقوله : ^ ( بل لعنهم بكفرهم ) ^ فضمن لمن اتبع القرآن أنه لا يضل كما يضل من اتبع الرأي ؛ فتجدهم في المسألة الواحدة يحكون سبعة أقوال أو ستة ليس منها قول صحيح ، والذي ذكر الله في كتابه في تلك المسألة بعينها لا يعرفونه . | والحاصل أنهم يقولون : لم نترك القرآن إلا خوفاً من الخطأ ، ولم نُقْبِلْ على ما نحن فيه إلا للعصمة . فعكس الله كلامهم ، وبين أن العصمة في اتباع القرآن إلى يوم القيامة . | وأما قوله تعالى : ! 2 < ولا يشقى > 2 ! فهم يزعمون أنه الله يرضى بفعلهم ويثيبهم عليه في الآخرة ولو تركوه واتبعوا القرآن لغلطوا أو عوقبوا ، فذكر الله أن من اتبع القرآن أمن من المحذور الذي هو الخطأ عن الطريق ، وهو الضلال ، وأمن من عاقبته وهو الشقاء في الآخرة . | ثم ذكر الفريق الآخر الذي أعرض عن القرآن فقال : ! 2 < ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا > 2 ! وذكْر الله هو القرآن الذي بيَّن الله فيه لخلقه ما يحب ويكره ، كما قال تعالى : ! 2 < ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين > 2 ! الآيتين ، فذكر الله لمن أعرض عن القرآن ، وأراد الفقه من غيره عقوبتين :