@ 157 @ برحمتنا من نشاء ولا نضيع أجر المحسنين . ولأجر الآخرة خير للذين آمنوا وكانوا يتقون ) ^ . فيه مسائل : | الأولى : قوله : ^ ( وكذلك مكنا ليوسف في الأرض ) ^ قيل معنى ذلك : كما أنعمنا عليه بنعم الدين أنعمنا عليه بنعم الدنيا . | الثانية : أن ذلك تمكينه في أرض مصر يحل وينزل منها ما أراد ، بعد ذلك الحبس والضيق . | الثالثة : تسمية الله سبحانه ذلك رحمة في قوله : ^ ( نصيب برحمتنا من نشاء ) ^ وهذه من أشكل المسائل على أكثر الناس : بعضهم يظن أن هذا كله نقص أو مذموم ؛ وأن التجرد من المال مطلقاً هو الصواب ، وبعض يظن أن عطاء الدنيا يدل على رضا الله وكلاهما على غير الصواب ، وذلك أن من أنعم الله عليه بولاية أو مال فجعلها طريقاً إلى طاعة الله فهو ممدوح ، وهو أحد الرجلين الذين يغبطهم المؤمن ؛ وإن كان غير هذا فلا . | الرابعة : أن هذه الأمور وإن جلّت وصارت أعلى المراتب وأصعبها طريقاً فتحصيلها مردود إلى محض المشيئة لا إلى الأسباب . | الخامسة : رد هذه المسألة الجزئية إلى القاعدة الكلية وهي : ^ ( أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا ) ^ .