@ 148 @ | الخامسة والعشرون : أنك لا تحقر عن التعليم من تظنه أبعد الناس عنه ولا تستبعد فضل الله ، فإن الرجلين من خدام الملوك الكفرة ، بخلاف من يقول : ليس هذا بأهل للعلم بل تعليمه إضاعة للعلم . | وقال رحمه الله تعالى قوله تعالى : ! 2 < يا صاحبي السجن أما أحدكما فيسقي ربه خمرا وأما الآخر فيصلب فتأكل الطير من رأسه قضي الأمر الذي فيه تستفتيان > 2 ! سبق ما في هذا من المسائل ، لكن فيه ما لم يذكر : | منها أن المفتى يجوز له أو يستحب أن يفتي السائل بما لا يحتاج إليه . | ومنها أنه يجيب السائل بما يسوؤه إذا كانت الحال تقتضيه . | ومنها تأكيد الفتيا بما يسوء بما ذكر من قضاء الله على ذلك . ! 2 < وقال للذي ظن أنه ناج منهما اذكرني عند ربك فأنساه الشيطان ذكر ربه فلبث في السجن بضع سنين > 2 ! يعني قال يوسف للساقي الذي ظن نجاته ، قيل : الظن هنا هو اليقين ، وقوله : ! 2 < اذكرني عند ربك > 2 ! أي الملِك ! 2 < فأنساه الشيطان > 2 ! يوسف ذكر الله ؛ والبِضْع ما بين الثلاث إلى التسع . | فيه مسائل : | الأولى : أن الرب كما يطلق على المالك يطلق على المخدوم . | الثانية : أن مثل هذا مما يعاقب به الأنبياء مع كونه جائزاً لغيرهم .