وسيوفهم مع بني أمية والقضاء ينزل من السماء والله يفعل ما يشاء .
وسار الحسين وهو على غير علم بما جرى لمسلم حتى كان على ثلاث من القادسية تلقاه الحر بن يزيد التميمي فقال ارجع فما تركت لك خلفي خيرا ترجوه وأخبره الخبر وقدوم ابن زياد واستعداده له فهم بالرجوع بالرجوع فقال أخو مسلم والله لا نرجع حتى نصيب بثأرنا أو نقتل فقال لا خير في الحياة بعدكم ثم سار فلقيه أوائل خيل ابن زياد فعدل إلى كربلاء ثامن المحرم سنة إحدى وستين وكان لما شارف الكوفة سمع به أميرها عبيد الله بن زياد فجهز إليه عشرين ألف مقاتل فلما وصلوا إليه التمسوا منه نزوله على حكم ابن زياد وبيعته ليزيد فابى فقاتلوه وكان أكثر الخارجين لقتاله الذين كاتبوه وبايعوه ثم لما جاءهم أخلفوه وفروا عنه إلى أعدائه إيثارا للسحت العاجل على الخير الآجل .
فحارب أولئك العدد الكثير ومعه من إخوته وأهله نيف وثمانون نفسا فثبت في ذلك الموقف ثباتا باهرا مع كثرة أعدائه وعددهم ووصول سهامهم ورماحهم إليه .
ولما حمل عليهم وسيفه مصلت في يده أنشد يقول .
أنا ابن علي الحبر من آل هاشم ... كفاني بهذا مفخرا حين أفخر .
وجدي رسول الله أكرم من مشى ... ونحن سراج الله في الناس يزهر