قبل عام أو يزيد قليلا كنا كنا بمنأى عن التفكير في إخراج هذا الكتاب وكانت لنا فكرة في تخير واحد من كثير غيره غير أننا ما لبثنا أن غمرنا شعور جديد أملاه علينا روح جديد لإخراجه ففعلنا .
رأينا نهضة مجمع اللغة العربية والناس حوله إلى البحث عن أسماء لمسميات جديدة ووجدنا الشعور بالحاجة إلى إعداد المعاجم على نحو جديد يدفع وزارة المعارف إلى أن تنوط بجماعة من أعلام اللغة والأدب وضع معجم جديد وقد أخذت هذه الجماعة في عملها ثم تولاه المجمع عنها فيما بعد ورأينا أن كتاب " فقه اللغة " جزء متمم للذي بدأ فيه الناس فاتجهنا إليه .
وقد تكون خير صورة أخرجت للناس من هذا الكتاب هي النسخة الشامية وتجيء بعدها النسخة الأوربية غير أن الأولى نقصت جزءا من الكتاب استبعده الناشر لأن فيه ألفاظا تناولت وصف أشياء رأى من الحياء ألا يذكرها وجاءت الثانية تنقص كتاب " سر العربية " ويعوزها معه كثير من التصويب والتحرير . أما غير هاتين من النسخ فلا نغمط ناشريها حقهم إذا قلنا أن مانعا ما حال بينهم وبين الإنتفاع بالأصول المخطوطة المحفوظة بدار الكتب المصرية . وقد جعلنا بعض هذه الأصول المخطوطة مع كتب اللغة على تنوعها عدتنا في تحرير الكتاب وتصويبه مشيرين في حاشيته إلى اختلاف النسخ وموضع الخطأ فيها . وندع للقارئ الحكم على ما بذلنا من حهد في تحرير ألفاظ اضطربت فيها الأصول جميعا حتى الخطية فحملنا في تصويبها جهد الحدس والحَزْر نخرج من احتمال إلى احتمال ومن ظن إلى ظن حتى نقع على اليقين بعد جهد جهيد ووقت طويل حتى جاءت هذه النسخة أقوم النسخ وأوفاها .
ولا ننسى قبل أن نختم كلمتنا هذه أن نذكر بالشكر جهد مطبعة المرحوم السيد مصطفى الباني الحلبي وأولاده وما توليه المؤلفين من عناية وتشجيع هي جديرة معهما بالثناء الجميل .
القاهرة في { 17 ربيع الثاني سنة 1357 الموافق 16 يونية سنة 1938 }