مولده ووفاته : .
ليس بين الذين تحدثوا عن الثعالبي خلاف في ميلاده بل تكاد ترى لهم كلمة مجمعا عليها بأن أبا منصور ولد سنة خمسين وثلاث مائة ولم يشر للخلاف في سنة وفاته غير الصفدي في كتابه الوافي بالوفيات حيث قال : " وتوفي - يريد الثعالبي - سنة ثلاثين وأربع مائة وقيل سنة تسع وعشرين " وعلى الرأيين فقد قضى الثعالبي نحبه في الثمانين من عمره تاركا ما يُربي على الثمانين مؤلفا يُعمَرُ بها ضعف هذا العمر وقد تنقضي أعمار كثيرة دون أن تبلغ في هذا شأوه غير أنه عاش مع هذه البسطة في العلم والتواليف مهضوما شبه مُضَيَّق يشكو مع العوز جورا وظلما قال C : .
ثلاث قد مُنيت بهن أضحت ... لنار القلب مني كالأثافي .
ديون أنقضت ظهري وجور ... من الأيام شاب له غُدافي .
ومقدار الكفاف وأي عيش ... لمن يُمنى بفقدان الكفافِ .
وكأني به وقد أنقض الهمُّ ظهره يتناوب عليه الليل والنهار بما يكره يسلمه هذا لذاك عاهدا إليه بإيذائه حين يقول : .
الليل أسهره فهمِّي راتب ... والصبح أكرهه ففيه نوائبُ .
فكأن ذاك به لطرفي مُسهرٌ ... وكأن هذا فيه سيف قاضبُ .
أو لعل هذا وذاك شكوى ساعة ونفثة يراعة فقد عرفنا عن الثعالبي أنه نشأ في جوار الأمير أبي الفضل الميكالي وفي ظل الوزير سهل بن المرزبان تربط بينهم جميعا صداقة ومودة كشف لك عن بعضها شعره إليهما كما عرفنا محله من خوارزم شاه ووزيره أبي عبد الله الحمدوني