- منها باء زائدة وقد تقدّم ذِكرها ويقال لبعضها : باء التبعيض كما قال عزَّ وجلَّ : " وامسَحوا بِرُؤوسِكُم " أي بعضها . ومنها القَسَم كقولهم : باللهِ وبالبيتِ الحرامِ وبحياتك . ومنها باء الإلصاق كقولك : مَسَحتُ يَدَيَّ بالأرضِ . ومنها باء الاعتمال كقولك : كَتَبْتُ بِالقَلَم وضَرَبتُ بالسَّيف وزَعَمَ قوم أنَّ .
ومنها باء المُصاحَبة كما تقول : دخل فلان بثياب سفره وركب فلان بسلاحه وفي القرآن : " وقد دَخَلوا بِالكُفرِ وهُمْ قَدْ خضرضجوا بِهِ واللهُ أعْلَمُ بِما كانوا يَكتُمون " .
ومنها باء السبب كقوله تعالى : " وكانوا بِشُرَكائِهِمْ كافِرين " أي من أجل شُركائهم . وكما قال : " والذين هم بربِّهم لا يُشْرِكون " أي من أجله . ومنها الباء الدّاخلة على نفس المخبر والظاهر أنها لغيره نحو : رأيتُ بِفلانٍ رجلا جَلْداً ولَقيتُ بِزيد كَريماً توهمُ أنك لقيتَ بزيدٍ كريماً آخر غير زيد وليس كذلك وإنما أردت نفسه كما قال الشاعر : .
إذا ما تأمَّلتُهُ مُقْبِلا ... رأيتَ بِهِ جَمْرَةً مُشعَلة .
وفي القرآن : " فاسْأل بِهِ خَبيرا " .
ومنها الباء الواقعة موقع ( مِن وعَنْ ) كما قال عزَّ وجلَّ : " سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِع " أي عن عذاب واقع وكما قال : " عينا يَشْرَبُ بها عباد الله " أي منها .
ومنها الباء التي في موضع ( في ) كما قال الأعشى : .
ما بُكاءُ الكَبيرِ بالأطلالِ .
أي في الأطلال وقال الآخر : .
ولَيلٍ كأنَّ نجومَ السَّماء ... بِهِ مُقَلٌ رُنَّقَتْ للهُجُوعِ .
ومنها الباء التي في موضع ( على ) كما قال الشاعر : .
أَرَبٌ يَبولُ الثُّعلُبَانُ بِرأسهِ ... لقَدْ ذَلَّ مَنْ بالتْ عليهِ الثَّعالبُ .
أي على رأسه . ومنها باء البدل كما تقول : هذا بذاك أي عوض وبدل منه كما قال الشاعر : .
إنْ تَجْفُني فَلَطالَما وصَلتَني ... هذا بذاك فَما عليك مَلَامُ .
ومنها باء التعدية كقولك : ذهبت ورجعت به . ومنها الباء بمعنى حيثُ كقولهم : أنتَ بالمُجَرَّب أي حيث التَّجريب . وفي كتاب الله عزَّ وجلَّ : " فلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفازَةٍ مِنَ العَذابِ " أي حيث يفوزون