- من سنن العرب : أن تحذف الألف من ( ما ) إذا استَفْهَمَتْ بها فتقول : بِمَ ؟ ولِمَ ؟ ومِمَّ ؟ وعلامَ ؟ وفيمَ ؟ قال تعالى : " فيمَ أنت مِن ذِكراها " ؟ وكما قال عزّ وجلّ : " عمَّ يتساءلون ؟ عنِ النَّبإ العَظيم " : أي عن ما ؟ فأدغم النون في الميم . ومن الحذف للاختصار قول الله تعالى : " يعلم السِّرَ وأخْفى " أي السر وأخفى منه فحذف وقوله : " وما أمرُنا إلا واحِدَةٌ " أي أمرة واحدة أو مرَّة واحدة . ومن الحذف قوله : لم أُبَلْ . ولم أُبالِ . وقولهم : لم أكُ ولم أكُنْ . وفي كتاب الله عزّ وجلّ : " ولم تَكُ شيئا " .
ومن ذلك ما تقدَّم ذكره من قوله جل جلاله : " كلا إذا بلَغَتِ التَراقي " وقوله : " حتى تَوارَت بالحِجاب " وقوله : " كلُّ منْ عَليها فانٍ " فحذف النَّفس والشمس والأرض إيجازا واقتصارا . ومن ذلك حذف حرف النداء كقولهم : زيدُ تعال . وعمرو اذهب أي يا زيد ويا عمرو . وفي القرآن : " يوسف أعْرِضْعن هذا " أي يا يوسف . ومن ذلك حذف أواخر الأسماء المفردة المعرفة في النداء دون غيره كقولهم : يا حارُِ يا مالُِ ويا صاحُِ أي يا حارث ويا مالك ويا صاحبي ويقال لهذا الحذف : الترخيم وفي بعض القراآت الشاذَّة : " ونادوا يا مالُ " . وقال امرؤ القيس : .
أفاطِمُ مَهلاً بَعْضَ هذا التَّدللِ .
وقال عمرو بن العاص : .
مُعاويَ لا أعطيكَ ديني ولمْ أنلْ ... بهِ مِنكَ دُنيا فانظُرَنْ كيفَ تَصنَعُ .
ومن ذلك قولهم : باللهِ أي أحلِفُ باللهِ فحذَفوا ( أحلف ) للعلم به والاستغناء عن ذِكره وقولهم : باسم الله أي أبتَدِئُ باسم الله .
ومن ذلك حذف الألف منه لكثرة الاستعمال ومن ذلك ما تقدَّمَ ذكره في حفظ التوازن كقوله عزّ ذِكره : " والليلِ إذا يَسرِ " و " الكبيرُ المُتعالِ " و " يومَ التَّلاقِ " .
ومن ذلك حذف التنوين من قولك : محمدُ بنُ جَعفر وزيد بنُ عمرو .
وحذف نون التثنية عند النفي كقولك : لا غلامَىْ لك ولا يدىْ لزيد وقميص لا كمَّىْ له . ومن ذلك حذف نون الجمع عند الإضافة في قولك : هؤلاء ساكنوا مسكة ومسلمو القوم . ومن الحذف قوله عزَّ ذكره : " وكذلك مكنَّا لِيوسُفَ في الأرضِ ولِنُعَلِّمَهُ من تأويلِ الأحاديثِ " وتقديره : ولِنُعَلِّمه فَعَلْنا ذلك . ومن الحذف قولهم : صلّيت الظُهرَ أي صلاة الظهر وكذلك سلئر الصلوات الأربع