- العرب تفعل ذلك فتقول : هذا حُجْرُ ضَبٍّ خَرِبٍ . والخرب نعت الحُجر لا نعت الضبِّ ولكن الجوار عمل عليه كما قال امرؤ القيس : .
كأن ثبيراً في عَرانين وَبلِهِ ... كبيرُ أناسٍ في بِجاد مُزَمَّلِ .
فالمُزَمَّل : نعت الشيخ لا نعت البِجاد وحقه الرفع ولكن خفضه للجوار وكما قال آخر : .
يا ليت شَيْخَكِ قد غَدا ... مُتَقلِّدا سَيفا ورُمحا .
والرُمح لا يُتَقَلَّد وإنما قال ذلك لمجاورته السيف . وفي القرآن : " فأَجْمِعوا أمْرَكُم وشُرَكاءَكُم " لا يقال : أجْمَعت الشُركاء وإنما يقال : جَمَعت شركائي وأجمَعتُ أمري وإنما قال ذلك للمجاورة وقال النبي صلى الله عايه وسلم : ( ارجِعْنَ مأزورات غيرَ مَأجورات ) وأصلها مَوزورات من الوزر ولكن أجراها مجرى المَأجورات للمجاورة بينهما وكقوله : بالغدايا والعشايا ولا يقال : الغدايا إذا أفردت عن العشايا لأنها الغدوات والعامة تقول : جاء البرد والأكسية والأكسية لا تجيء ولكن للجوار حقٌ في الكلام