قال الجاحظ من أعجب ما رأيت معلما بالكوفة وهو شيخ جالس ناحية من الصبيان يبكي فقلت له يا عم مم تبكي قال سرق الصبيان خبزي قال أبو العنبس كان ببغداد معلم يشتم الصبيان فدخلت عليه وشيخ معي فقلنا لا يحل لك فقال ما أشتم إلا من يستحق الشتم فاحضروا حتى تسمعوا ما أنا فيه فحضرنا يوما فقرأ صبي عليها ملائكة غلاظ شداد يعصون الله ما أمرهم ولا يفعلون ما يؤمرون فقال ليس هؤلاء ملائكة ولا أعراب ولا أكراد فضحكنا حتى بال أحدنا في سراويله وقرأ آخر وهم الذين يقولون لا تنفقوا الا من عند رسول الله فقال يا ابن الفاعلة أتلزم النبي بنفقة مال لا تجب عليه قال بعضهم مررت بمعلم الصبيان يضربونه وينتفون لحيته فتقدمت لأخلصه فمنعني وقال دعهم بيني وبينهم شرط ان سبقتهم الى الكتاب ضربتهم وإن سبقوني ضربوني واليوم غلبني النوم فتأخرت ولكن وحياتك الا بكرت غدا من نصف الليل وتنظر فعلي بهم فالتفت اليه صبي وقال أنا أبات الليلة ها هنا حتى تجىء وأصفعك عن ابي الفتح محمد بن أحمد الحريمي قال كان عندنا بخرسان انسان قروي فكان له عجل فدخل داره وأدخل رأسه في جب الماء ليشرب فبقي رأسه في الجب فجعل يعالج رأسه ليخرج من الجب فلم يقدر فاستحضر معلم القرية فقال قد وقعت واقعة قال فما هي فأحضره وأراه العجل فقال أنا أخلصك اعطني سكينا فذبح العجل فوقه رأسه في الحب وأخذ حجرا وكسر الحب فقال القروي بارك الله فيك قتلت العجل وكسرت الحب