فلكم أروح وأغتدي في غمرة ... مترددا فيها كمثل الحائر .
وأرى شبابي ظاعنا في عسكر ... عني وشيبي وافدا بعساكر .
فغدت مظفرة علي ولم تزل ... قدما معلاة قداح الظافر .
ولقد رأيت من الزمان عجائبا ... جربتها بمواردي ومصادري .
فوجدت إخوان الصفا بزعمهم ... يلقاك أمحضهم بعرض سابري .
ولر بما قد شذ منهم نادر ... وأصولنا أن لا قياس بنادر .
وإذا نبا بي منزل أو رانبي ... صفقت عنه كالعقاب الكاسر .
فأجوب أرضا سهلها كحزونها ... عندي وأول قطرها كالآخر .
ولقد عجبت لمؤمن في شدقه ... جرس كناقوس ببيعة كافر .
لسن يهينم دائبا ولما يرى ... أن اللسان كمثل ليث هاصر .
ولو أنني أدعو الكلام أجابني ... كاجابة المأسور دعوة آسر .
لكن رأيت نبينا قد عابه ... من كل ثرثار وأشدق شاعر .
فصمت إلا عن تقى ولربما ... قذفت بحار قريحتي بجواهر