وكلام سيدي الشيخ أبي العباس رضي الله تعالى عنه بحر لا ساحل له وكراماته كذلك وليراجع كتاب تلميذه ابن عطاء الله فإن فيه من ذلك ما يشفي ويكفي وما بقي أكثر ومن كراماته رضي الله تعالى عنه أنه عزم عليه إنسان وقدم إليه طعاما يختبره به فأعرض عنه ولم يأكله ثم التفت إلى صاحب الطعام وقال له إن الحارث المحاسبي رضي الله تعالى عنه كان في أصبعه عرق إذا مد يده إلى طعام فيه شبهة تحرك عليه وأنا في يدي سبعون عرقا تتحرك علي إذا كان مثل ذلك فاستغفر صاحب الطعام واعتذر إلى الشيخ رضي الله تعالى عنه ونفعنا به .
117 - ومنهم أبو إسحاق الساحلي المعروف بالطويجن - بضم الطاء المهملة وفتح الواو وسكون الياء التحتية وكسر الجيم وقيل بفتحها - العالم المشهور والصالح المشكور والشاعر المذكور من أهل غرناطة من بيت صلاح وثروة وأمانة وكان أبوه أمين العطارين بغرناطة وكان مع أمانته من أهل العلم فقيها متفننا وله الباع المديد في الفرائض .
وأبو إسحاق هذا كان في صغره موثقا بسماط شهود غرناطة وارتحل عن الأندلس إلى المشرق فحج ثم سار إلى بلاد السودان فاستوطنها ونال جاها مكينا من سلطانها وبها توفي C تعالى انتهى ملخصا من كلام الأمير ابن الأحمر في كتابه نثير الجمان فيمن نظمني وإياه الزمان .
وقال أبو المكارم منديل بن آجروم حدثني من يوثق بقوله أن أبا إسحاق الطويجن كانت وفاته يوم الاثنين 27 جمادى الأخيرة سنة 747 بتنبكتو