114 - ومنهم الصوفي الشهير أبو الحسن علي الششتري وهو علي بن عبد الله النميري عروس الفقهاء وإمير المتجردين وبركة لابسي الخرقة وهو من قرية ششتر من عمل وادي آش وزقاق الششتري معلوم بها وكان مجودا للقرآن قائما عليه عارفا بمعانيه من أهل العلم والعمل جال الآفاق ولقي المشايخ وحج حجات وآثر التجرد والعبادات وذكره القاضي أبو العباس الغبريني في عنوان الدراية فقال الفقيه الصوفي من الطلبة المحصلين والفقراء المنقطعين له علم بالحكمة ومعرفة بطريق الصوفية وتقدم في النظم والنثر على طريقة التحقيق وأشعاره وموشحاته وأزجاله الغاية في الانطباع .
أخذ عن القاضي محيي الدين محمد بن إبراهيم بن الحسن بن سراقة الأنصاري الشاطبي وغيره من أصحاب السهروردي صاحب عوارف المعارف واجتمع بالنجم بن إسرائيل الدمشقي سنة 650 وخدم أبا محمد بن سبعين وتلمذ له وكان ابن سبعين دونه في السن لكن اشتهر باتباعه وعول على ما لديه حتى صار يعبر عن نفسه في منظوماته وغيرها بعبد ابن سبعين وقال له لما لقيه - يريد المشايخ - إن كنت تريد الجنة فسر إلى أبي مدين وإن كنت تريد رب الجنة فهلم إلي ولما مات أبو محمد انفرد بعده بالرئاسة والإمامة على الفقراء المتجردين فكان يتبعه في أسفاره ما ينيف على أربعمائة فقير فينقسمهم الترتيب في وظائف خدمته صنف كتبا منها كتاب العروة الوثقى في بيان السنن وإحصاء العلوم وما يجب على المسلم أن يعمله ويعتقده إلى وفاته وله كتاب المقاليد الوجودية في أسرار الصوفية و الرسالة القدسية في توحيد العامة والخاصة و المراتب