دعواته تخترق السبع الطباق وتفترق بركاته فتملأ الآفاق وإني أصفه وهو يقينا فوق ما وصفته وناطق بما كتبته وغالب ظني أني ما أنصفته .
( وما علي إذا ما قلت معتقدي ... دع الجهول يظن العدل عدوانا ) .
( والله والله والله العظيم ومن ... أقامه حجة للدين برهانا ) .
( بأن ما قلت بعض من مناقبه ... ما زدت إلا لعلي زدت نقصانا ) .
وأما كتبه ومصنفاته فالبحار الزواخر التي لجواهرها وكثرتها لا يعرف لها أول ولا آخر ما وضع الواضعون مثلها وإنما خص الله سبحانه بمعرفة قدرها أهلها ومن خواص كتبه أن من واظب على مطالعتها والنظر فيها وتأمل ما في مبانيها انشرح صدره لحل المشكلات وفك المعضلات وهذا الشأن لا يكون إلا لأنفاس من خصه الله تعالى بالعلوم اللدنية الربانية ووقفت على إجازة كتبها للملك المعظم فقال في آخرها وأجزته أيضا أن يروي عني مصنفاتي ومن جملتها كذا وكذا حتى عد نيفا وأربعمائة مصنف منها التفسير الكبير الذي بلغ فيه إلى تفسير سورة الكهف عند قوله تعالى ( وعلمناه من لدنا علما ) [ الكهف 65 ] وتوفي ولم يكمل وهذا التفسير كتاب عظيم كل سفر بحر لا ساحل له ولا غرو فإنه صاحب الولاية العظمى والصديقية الكبرى فيما نعتقد وندين الله تعالى به وثم طائفة في الغي حائفة يعظمون عليه النكير وربما بلغ بهم الجهل إلى حد التفكير وما ذاك إلا لقصور أفهامهم عن إدراك مقاصد أقواله وأفعاله ومعانيها ولم تصل أيديهم لقصرها إلى اقتطاف مجانيها .
( علي نحت القوافي من معادنها ... وما علي إذا لم تفهم البقر ) .
هذا الذي نعلم ونعتقد وندين الله تعالى به في حقه والله سبحانه وتعالى أعلم وصورة استشهاده كتب محمد الصديقي الملتجىء إلى حرم الله تعالى