الحميدي نسبة لجده حميد الأندلسي ولد أبوه بقرطبة وولد هو بالجزيرة بليدة بالأندلس قبل العشرين وأربعمائة وكان يحمل على الكتف للسماع سنة 425 فأول ما سمع من الفقيه أبي القاسم أصبغ قال وكنت أفصح من يقرأ عليه وكان قد لقي ابن أبي زيد وقرأ عليه وتفقه وروى عنه رسالته ومختصر المدونة ورحل سنة 448 وقدم مصر وسمع بها من الضراب والقضاعي وغير واحد وكان سمع بالأندلس من ابن عبد البر وابن حزم ولازمه وقرأ عليه مصنفاته وأكثر من الأخذ عنه وشهر بصحبته وصار على مذهبه إلا أنه لم يكن يتظاهر به وسمع بدمشق وغيرها وروى عن الخطيب البغدادي وكتب عنه أكثر مصنفاته وسمع بمكة من الزنجاني وأقام بواسط مدة بعد خروجه من بغداد ثم عاد إلى بغداد واستوطنها وكتب بها كثيرا من الحديث والأدب وسائر الفنون وصنف مصنفات كثيرة وعلق فوائد وخرج تخاريج للخطيب ولغيره وروى عنه أبو بكر الخطيب أكثر مصنفاته وابن ماكولا وكان إماما من أئمة المسلمين في حفظه ومعرفته وإتقانه وثقته وصدقه ونبله وديانته وورعه ونزاهته حتى قال بعض الأكابر ممن لقي الأئمة لم تر عيناي مثل أبي عبد الله الحميدي في فضله ونبله ونزاهة وغزارة علمه وحرصه على نشر العلم وبثه في أهله وكان ورعا ثقة إماما في علم الحديث وعلله ومعرفة متونه ورواته محققا في علم الأصول على مذهب أصحاب الحديث متبحرا في علم الأدب والعربية ومن تصانيفه كتاب جذوة المقتبس في أخبار علماء الأندلس وكتاب تاريخ الإسلام وكتاب من ادعى الأمان من أهل الإيمان وكتاب الذهب المسبوك في وعظ الملوك وكتاب تسهيل السبيل إلى علم الترسيل وكتاب مخاطبات الأصدقاء في