بسحاءة كتب له فيها وخلاها بين يديه وهو قد غلب النوم عليه فقال .
( يا نائما متعمدا ... إبصار طيف حبيبه ) .
( هو جوهر فاثقبه إن ... الطيب في مثقوبه ) .
( أو أركبني ظهره ... إن لم تقل بركوبه ) .
فلما قرأها علم أنها للتجاني فكتب تحتها .
( يا طالبا أضحى حجاب ... دون ما مطلوبه ) .
( لو لم يكن في ذاك إثم ... لم أكن أسخو به ) .
( إني أغار عليه من ... أثوابه ورقيبه ) .
وأنشد يوما في حلقته لابن الرومي في خباز .
( إن أنس لا أنس خبازا مررت به ... يدحو الرقاقة وشك اللمح بالبصر ) .
( ما بين رؤيتها في كفه كرة ... وبين رؤيتها قوراء كالقمر ) .
( إلا بمقدار ما تنداح دائرة ... في صفحة الماء يرمى فيه بالحجر ) .
فقال بعض تلامذته أما إنه لا يقدر على الزيادة على هذا فقال .
( فكاد يضرط إعجابا برؤيتها ... ومن رأى مثل ما أبصرت منه خري ) .
فضحك من حضر وقال البيت لائق بالقطعة لولا ما فيه من ذكر الرجيع فقال .
( إن كان بيتي هذا ليس يعجبكم ... فعجلوا محوه أو فالعقوه طري ) .
61 - ومنهم الأديب الطبيب أبو الحجاج يوسف بن عتبة الإشبيلي