وهو أبو محمد علي بن أبي عمر أحمد بن سعيد بن حزم بن غالب بن مزيد القرطبي قال ابنه أبو رافع الفضل اجتمع عندي بخط أبي من تواليفه نحو أربعمائة مجلد تشتمل على قريب من نحو ثمانين ألف ورقة انتهى وأبوه الوزير أبو عمر المذكور كان من وزراء المنصور بن أبي عامر وتوفي - كما قال ابن حيان - بذي القعدة سنة اثنتين وأربعمائة وكان منشؤه ومولده بقرية تعرف بالزاوية وحكي أن الحافظ أبا محمد بن حزم قصد أبا عامر بن شهيد في يوم غزير المطر والوحل شديد الريح فلقيه أبو عامر وأعظم قصده على تلك الحال وقال له يا سيدي مثلك يقصدني في مثل هذا اليوم فأنشده أبو محمد بن حزم بديها .
( فلو كانت الدنيا دوينك لجة ... وفي الجو صعق دائم وحريق ) .
( لسهل ودي فيك نحوك مسلكا ... ولم يتعذر لي إليك طريق ) .
قال الحافظ ابن حزم أنشدني الوزير أبي في بعض وصاياه لي .
( إذا شئت أن تحيا غنيا فلا تكن ... على حالة إلا رضيت بدونها ) وهذا كاف في فضل الفرع والأصل سامح الله الجميع قال ابن حزم في طوق الحمامة إنه مر يوما هو وأبو عمر بن عبد البر صاحب الاستيعاب بسكة الحطابين من مدينة إشبيلية فلقيهما شاب حسن الوجه فقال أبو محمد هذه صورة حسنة فقال له أبو عمر لم نر إلا الوجه فلعل ما سترته الثياب ليس كذلك فقال ابن حزم ارتجالا