تعالى مما صنع للمصحف العظيم من الأصونة الغريبة والأحفظة العجيبة أنه كسي كله بصوان واحد من الذهب والفضة ذي صنائع غريبة من ظاهره وباطنه لا يشبه بعضها بعضا قد أجري فيه من ألوان الزجاج ما لم يعهد له في العصر الأول مثال ولا عمر قبله بشبهه خاطر ولا بال وله مفاصل تجتمع إليها أجزاؤه وتلتئم وتتناسق عندها عجائبه وتنتظم قد أسلست للتحرك أعطافها وأحكم إنشاؤها على البغية وانعطافها ونظم على صفحته وجوانبه من فاخر الياقوت ونفيس الدر وعظيم الزمرد ما لم تزل الملوك السالفة والقرون الخالية تتنافس في أفراده وتتوارثه على مرور الزمن وترداده وتظن العز الأقعس والملك الأنفس في ادخاره وإعداده وتسمى الواحد منها بعد الواحد بالاسم العلم لشذوذه في صنعه واتحاده فانتظم عليه منها ما شاكله زهر الكواكب في تلألئه