أبو ذر المذكور هو عبد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن غفير الأنصاري المالكي ويعرف بابن السماك سمع بهراة وسرخس وبلخ ومرو والبصرة وبغداد ودمشق ومصر وجاور بمكة وألف معجما لشيوخه وعمل الصحيح وصنف التصانيف قال الخطيب قدم أبو ذر بغداد وأنا غائب فحدث بها ثم حج وجاور ثم تزوج في العرب وسكن السروات وكان يحج كل عام ويحدث ويرجع وكان ثقة ضابطا دينا وقال الحسن بن بقي المالقي حدثني شيخي قال قيل لأبي ذر من أين تمذهبت بمذهب مالك ورأي الأشعري مع أنك هروي فقال قدمت بغداد وكنت ماشيا مع الدارقطني فلقينا أبا بكر بن الطيب فالتزمه الدارقطني وقبل وجهه وعينيه فلما افترقنا قلت من هذا قال هذا إمام المسلمين والذاب عن الدين القاضي أبو بكر بن الطيب فمن ذلك الوقت تكررت إليه وتمذهبت بمذهبه انتهى قلت هذا صريح في أن القاضي أبا بكر الباقلاني مالكي وهو الذي جزم به غير واحد ولذا ذكره عياض في المدارك في جملة المالكية وكذلك شيخ السنة الإمام أبو الحسن الأشعري مالكي المذهب فيما ذكره غير واحد من الأئمة وذكر بعض الشافعية أنهما شافعيان والله تعالى أعلم وقال عبد الغافر في تاريخ نيسابور كان أبو ذر زاهدا ورعا عالما سخيا لا يدخر شيئا وصار كبير مشيخة الحرم مشارا إليه في التصوف خرج على الصحيح تخريجا حسنا وكان حافظا كثير الشيوخ توفي سنة 435 وقال أبو علي بن سكرة توفي عقب شوال سنة 434 وقال الخطيب في ذي القعدة من سنة أربع وثلاثين C تعالى وأكثر