يثني على علمه ودينه توفي ببجاية سنة 655 عن سن عالية C تعال .
45 - وممن ارتحل من الأندلس إلى المشرق القاضي أبو الوليد الباجي صاحب التصانيف المشهورة وقال ابن ماكولا في حقه إنه فقيه متكلم أديب شاعر سمع بالعراق ودرس الكلام وصنف إلى أن مات وكان جليلا رفيع القدر والخطر وقال غير واحد إنه ولد سنة 403 وارتحل سنة 426 وجاور ثلاثة أعوام ملازما لأبي ذر الحافظ يخدمه ورحل إلى بغداد ودمشق ولقي في رحلته غير واحد وتفقه بالقاضي أبي الطيب الطبري وغيره وقال أبو علي بن سكرة ما رأيت مثل أبي الوليد الباجي وما رأيت أحدا على هيئته وسمته وتوقير مجلسه ولما كنت ببغداد قدم ولده أبو القاسم فسرت معه إلى شيخنا قاضي القضاة الشاشي فقلت له أدام الله تعالى عزك هذا ابن شيخ الأندلس فقال لعله ابن الباجي فقلت نعم فأقبل عليه قال القاضي عياض وكثرت القالة في القاضي أبي الوليد لمداخلته الرؤساء وولي قضاء أماكن تصغر عن قدره وكان يبعث إلى تلك النواحي خلفاءه وربما أتاها المرة ونحوها وكان في أول أمره مقلا حتى احتاج إلى القصد بشعره واستأجر نفسه مدة مقامه ببغداد فيما سمعته مستفيضا لحراسة درب وقد جمع ابنه شعره قال ولما قدم الأندلس وجد لكلام ابن حزم طلاوة إلا أنه كان خارجا عن المذهب ولم يكن بالأندلس من يشتغل بعلمه فقصرت ألسنة الفقهاء عن