الأنصاري الشاطبي المالكي ولد بشاطبية سنة 592 وسمع من أبي القاسم ابن بقي ورحل في طلب الحديث فسمع ببغداد من الشيخ أبي حفص عمر السهروردي وأبث طالب القبيطي وأبي حفص الدينوري وجماعة وسمع بحلب من ابن شداد وغيره وتولى مشيخة دار الحديث البهائية بحلب ثم قدم مصر وتولى مشيخة دار الحديث الكاملية بالقاهرة بعد وفاة بن سهل القصرى سنة 642 وبقي بها إلى أن توفي بالقاهرة في شعبان سنة 662 ودفن بسفح المقطم وكان الجمع كبيرا وهو أحد الأئمة المشهورين بغزارة الفضل وكثرة العلم والجلالة والنبل وأحد المشايخ الصوفية له في ذلك إشارات لطيفة مع الدين والعفاف والبشر والوقار والمعرفة الجيدة بمعاني الشعر وكان صالح الفكرة في حل التراجم مع ما جبل عليه من كرم الأخلاق واطراح التكلف ورقة الطبع ولين الجانب .
ومن شعره قوله .
( نصبت ومثلي للمكارم ينصب ... ورمت شروق الشمس وهي تغرب ) .
( وحاولت إحياء النفوسى بأسرها ... وقد غرغرت يا بعد ما أنا أطلب ) .
( وأتعب إن لم تمنح الخلق راحة ... وغيري إن لم تتعب الخلق يتعب ) .
( مرادي شيء والمقادير غيره ... ومن عاند الأقدار لا شك يغلب ) .
وقوله .
( إلى كم أمني النفس ما لا تناله ... فيذهب عمري والأماني لا تقضى ) .
( وقد مر لي النفس مالا تناله ... فيذهب عمري والأماني لا تقضي ) .
( وقد مر لي خمس وعشرون حجة ... ولم أرض فيها عيشي فمتى أرضى ) .
( وأعلم أني والثلاثون مدتي ... حر بمغاني اللهو أوسعها رفضا )