تاريخه وسمع من ابن قتيبة كثيرا من كتبه وسمع من المبرد وثعلب وابن الجهم في آخرين وسمع بمصر من محمد بن عبد الله العمري ومطلب بن شعيب وغيرهما وسمع بالقيروان من أحمد بن يزيد المعلم وبكر بن حماد التاهرتي الشاعر وانصرف إلى الأندلس بعلم كثير فمال الناس إليه في تاريخ أحمد ابن زهير وكتب ابن قتيبة وأخذوا ذلك عنه دون صاحبيه ابن أيمن وابن عبد الأعلى وكان بصيرا بالحديث والرجال نبيلا في النحو والعربية والشعر وكان يشاور في الأحكام وصنف على كتاب السنن لأبي داود كتابا في الحديث وسببه أنه لما قدم العراق سنة ست وسبعين ومائتين مع صاحبه محمد ابن أيمن فوجدا أبا داود قد مات قبل وصولهما بيسير فلما فاتهما عمل كل واحد منهما مصنفا في السنن على أبواب كتاب أبي داود وخرجا الحديث من روايتهما عن شيوخهما وهما مصنفان جليلان ثم أختصر قاسم ابن اصبغ كتابه وسماه المجتنى بالنون وابتدأ اختصاره في المحرم سنة أربع وعشرين وثلاثمائة وجعله باسم الحكم المستنصر وفيه من الحديث المسند ألفان وأربعمائة وتسعون حديثا في سبعة أجزاء .
ومولده يوم الأثنين عاشر ذي الحجة سنة سبع وأربعين ومائتين C تعالى .
وحكى القرطبي في تفسيره عند قوله تعالى ( قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا ) أن قاسم بن أصغ قال لما رحلت إلى المشرق نزلت القيروان فأخذت عن بكر بن حماد حديث مسدد فقرأت عليه يوما فيه حديث النبي أنه قدم عليه قوم من مضر مجتابي التمار فقال إنما هو مجتابي الثمار فقلت إنما هو مجتابي النمار هكذا قرأته