2 - ومن الراحلين من الأندلس الفقيه المحدث يحيى بن يحيى الليثي راوي الموطإ عن مالك رضي الله تعالى عنه ويقال إن أصله من برابر مصمودة وحكي أنه لما ارتحل إلى ملك لازمه فبينما هو عنده في مجلسه مع جماعة من أصحابه إذ قال قائل حضر الفيل فخرج أصحاب مالك كلهم ولم يخرج يحيى فقال له مالك ما لك لم تخرج وليس الفيل في بلادك فقال إنما جئت من الأندلس لأنظر إليك وأتعلم من هديك وعلمك ولم أكن لأنظر إلى الفيل فأعجب به مالك وقال هذا عاقل الأندلس ولذلك قيل إن يحيى هذا عاقل الأندلس وعيسى بن دينار فقيهها وعبد الملك بن حبيب عالمهما ويقال إن يحيى راويها ومحدثها وتوفي يحيى بن يحيى سنة 234 برجب وقبره يستسقى به بقرطبة وقيل إن وفاته في السنة قبلها والله تعالى أعلم .
وروايته الموطأ مشهورة حتى أن أهل المشرق الآن يسندون الموطأ من روايته كثيرا مع تعدد رواة الموطأ والله أعلم وكان يحيى بن يحيى روى الموطأ بقرطبة عن زياد بن عبد الرحمن اللخمي المعروف بشبطون وسمع من يحيى بن مضر القيسي الأندلسي ثم أرتحل إلى المشرق وهو ابن ثمان وعشرين سنة فسمع من مالك بن أنس الموطأ غير أبواب في كتاب الاعتكاف شك في سماعها فأثبت روايته فيها عن زياد وذلك مما يدل على ورعه .
وسمع بمصر من الليث بن سعد وبمكة من سفيان بن عيينة وتفقه