بين الناصر ومنذر بن سعيد في شأن المباني بين المنذر .
وقال ابن أصبغ الهمداني والفتح في المطمح كان الناصر كلفا بعمارة الأرض وإقامة معالمها وانبساط أمرها واستجلابها من أبعد بقاعها وتخليد الآثار الدالة على قوة الملك وعزة السلطان وعلو الهمة فأفضى به الإغراق في ذلك إلى أن ابتنى مدينة الزهراء البناء الشائع ذكره الذائع خبره المنتشر في الأرض خبره واستفرغ وسعه في تنميقها وإتقان قصورها وزخرفة مصانعها وانهمك في ذلك حتى عطل شهود الجمعة بالمسجد الجامع الذي اتخذه ثلاث جمع متواليات فأراد القاضي منذر أن يغض منه بما يتناوله من الموعظة بفصل الخطاب والحكمة والتذكر بالإنابة والرجوع فابتدأ في أول خطبته بقوله تعالى ( أتبنون بكل ريع ) إلى قوله تعالى ( فلا تكن من الواعظين ) [ الشعراء ثم وصله بقوله فمتاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى وهي دار القرار ومكان الجزاء ومضى في ذم تشييد البنيان والاستغراق في زخرفته والإسراف في الإنفاق عليه بكل جزل وقول فصل قال الحاكي فجرى فيه طلقا وانتزع فيه قوله تعالى أفمن أسس بنيانه [ التوبة 109 ] إلى آخر الآية وأتى بما يشاكل المعنى من التخويف بالموت والتحذير من فجأته والدعاء إلى الزهد في هذه الدار الفانية والحض على اعتزالها والرفض لها والندب إلى الإعراض عنها والإقصار عن طلب اللذات ونهى النفس عن اتباع هواها فأسهب في ذلك كله وأضاف إليه من آي القرآن ما يطابقه وجلب من الحديث والأثر ما يشاكله