( لباب عبد سقته السحب وابلها ... فلم يزل بكؤوس الأنس يسقيني ) .
( لا باعد الله عيني عن منازهه ... ولا يقرب لها أبواب جيرون ) .
( حاشا لها من محلات مفارقة ... من شيق دونها في القرب محزون ) .
( أين المسير ورزق الله أدركه ... من دون جهد وتأميل يعنيني ) .
( يا من يزين لي الترحال عن بلدي ... كم ذا تحاول نسلا عند عنين ) .
( وأين يعدل عن أرجاء قرطبة ... من شاء يظفر بالدنيا وبالدين ) .
( قطر فسيح ونهر ما به كدر ... حفت بشطيه ألفاف البساتين .
( يا ليت لي عمر نوح في إقامتها ... وأن مالي فيه كنز قارون ) كلاهما كنت أفنيه على نشوات ... الراح نهبا ووصل الخرد والعين ) .
( وإنما أسفي أني أهيم بها ... وأن حظي منها حظ مغبون ) .
( أرى بعيني ما لا تستطيل يدي ... له وقد حازه من قدره دوني ) .
( وأنكد الناس عيشا من تكون له ... نفس الملوك وحالات المساكين ) .
( يغض طرف التصابي حين تبهته ... قضبان نعمان في كثبان يبرين ) .
( قالوا الكفاف مقيم قلت ذاك لمن ... لا يستخف إلى بيت الزراجين ) .
( ولا يبلبله هب الصبا سحرا ... ولا يلطفه عرف الرياحين ) .
( ولا يهيم بتفاح الخدود ورمان ... الصدور وترجيع التلاحين ) .
( لا تجتنى راحة إلا على تعب ... ولا تنال العلا إلا من الهون ) .
( وصاحب العقل في الدنيا أخو كدر ... وإنما الصفو فيها للمجانين ) .
( يا آمري أن أحث العيس عن وطني ... لما رأى الرزق فيه ليس يرضيني ) .
( نصحت لكن لي قلبا ينازعني ... فلو ترحلت عنه حله دوني ) .
( لألزمن وطني طورا تطاوعني ... قود الأماني وطورا فيه تعصيني )