آلاف منهم فأجازوا في حدود الستين وستمائة وتقبل ابن الأحمر إجازتهم ودفع بهم في نحر عدوه ورجعوا ثم تناسلوا إليه بعد ذلك ولم يزل الأمر على ذلك إلى أن هلك الشيخ ابن الأحمر سنة إحدى وسبعين وستمائة وولي بعده ابنه محمد الفقيه وأوصاه باستصراخ بني مرين ملوك المغرب بعد الموحدين إن طرقه أمر أن يعتضد بهم فأجاز الفقيه إلى يعقوب بن عبد الحق سلطان فاس والمغرب سنة ثنتين وسبعين فأجاب صريخه وأرسل ابنه وعساكره معه ثم أجاز على أثره وتسلم الجزيرة الخضراء من ثائر كان بها وجعلها ركابا لجهاده ونزل إليه ابن الأحمر عن طريف وما إليها من الحصون وهزم هو وابن الأحمر زعيم النصرانية ذنبه وفرق جمعه وأوقع بجموع الطاغية من كل جهة وبث سراياه وبعوثه في أرض النصرانية ثم خاف ابن الأحمر على ملكه وصالح الطاغية ثم عاد انتهى كلام ابن خلدون ملخصا .
وثبتت قدم عقب ابن الأحمر بالأندلس واستولوا على جميع ما بأيدي المسلمين من ملكها مثل الجزيرة وطريف ورندة التي كانت بيد بني مرين .
بين دون بطره وأبي الوليد ابن الأحمر .
وبعد مدة ألب ملوك النصارى سنة تسع عشرة وسبعمائة على غرناطة وجاءها الطاغية بدون بطره في جيش لا يحصى ومعه خمسة وعشرون ملكا وكان من خبر هذه الوقعة أن الإفرنج حشدوا وجمعوا وذهب سلطانهم دون بطره إلى طليطلة ودخل على مرجعهم الذي يقال له البابا وسجد له وتضرع وطلب منه استئصال ما بقي من المسلمين بالأندلس وأكد عزمه فقلق المسلمون بغرناطة وغيرها وعزموا على الاستنجاد بالمريني أبي سعيد