وللمعتمد هذا أخبار مأثورة خصوصا مع زوجته أم أولاده الرميكية الملقبة باعتماد وقد روي أنها رات ذات يوم بإشبيلية نساء البادية يبعن اللبن في القرب وهن رافعات عن سوقهن في الطين فقالت له أشتهي أن أفعل أنا وجواري مثل هؤلاء النساء فأمر المعتمد بالعنبر والمسك والكافور وماء الورد وصير الجميع طينا في القصر وجعل لها قربا وحبالا من إبريسم وخرجت هي وجواريها تخوض في ذلك الطين فيقال إنه لما خلع وكانت تتكلم معه مرة فجرى بينهما ما يجري بين الزوجين فقالت له والله ما رأيت منك خيرا فقال لها ولا يوم الطين تذكيرا لها بهذا اليوم الذي أباد فيه من الأموال ما لا يعلمه إلا الله تعالى فاستحيت وسكتت .
ومن أعظم ملوك الطوائف غير من تقدم بنو رزين أصحاب السهلة وبنو الفهري أصحاب البونت وتغلب عليهما أخيرا يوسف بن تاشفين .
بنو ذي النون بطليطلة .
ومن أعظم ملوك الطوائف بنو ذي النون ملوك طليطلة من الثغر الجوفي وكانت لهم دولة كبيرة وبلغوا في البذخ والترف إلى الغاية ولهم الإعذار المشهور الذي يقال له الإعذار الذنوني وبه يضرب المثل عند أهل المغرب وهو عندهم بمثابة عرس بوران عند أهل المشرق والمأمون من بني ذي النون هو صاحب ذلك وهو الذي عظم بين ملوك الطوائف سلطانه وكان بينه وبين الطاغية مواقف مشهورة وغلب على قرطبة وملكها من يد ابن عباد المعتمد وقتل