شعرا طويلا ارتجله في ذلك الغرض ففاز بفخر ذلك المجلس وعجب الناس من شأنه أكثر من كل ما وقع وأعجب به الناصر وولاة القضاء بعدها وأصبح من رجالات المعالم وأخباره مشهورة وخطبته في ذلك اليوم منقولة في كتب ابن حيان وغيره ثم انصرف هؤلاء الرسل وبعث الناصر معهم هشام بن هذيل بهدية حافلة ليؤكد المودة ويحسن الإجابة ورجع بعد سنتين وقد أحكم من ذلك ما شاء وجاءت معه رسل قسطنطين .
ثم جاء رسول من ملك الصقالبة وهو يومئذ هوتو ورسول آخر من ملك الألمان ورسول آخر من ملك الإفرنجة وراء البرت وهو يومئذ أوقه ورسول آخر من ملك الإفرنجية بقاصية المشرق وهو يومئذ كدلة واحتفل الناصر لقدومهم وبعث مع رسول الصقالبة ربيعا الأسقف إلى ملكهم هوتو ورجع بعد سنتين .
وفي سنة أربع وأربعين جاء رسول أردون يطلب السلم فعقد له ثم بعث في سنة خمس وأربعين يطلب إدخال فرذلند قومس مشتيلة في عهده فأذن له في ذلك وأدخل في عهده وكان غرسية بن شانجة قد استولى على جليقية بعد أبيه شانجة بن فرويلة ثم انتض عليه أهل جليقية وتولى كبرهم قومس قشتيلية فرذلند المذكور ومال إلى أردون بن رذمير وكان غرسية بن شانجة حافدا لطوطة ملكة البشكنس فامتعضت