فلقيهم مراكب الأمير محمد فقاتلوهم وغنموا منهم مركبين واستشهد جماعة من المسلمين .
وفي سنة سبع وأربعين أغزى محمد إلى نواحي بنبلونة وصاحبها حينئذ غرسية بن ونقه وكان يظاهر أردون بن أذفنش فعاث في نواحي بنبلونة ورجع وقد دوخها وفتح كثيرا من حصونها وأسر فرتون ابن صاحبها فبقي أسيرا بقرطبة عشرين سنة .
ثم بعث سنة إحدى وخمسين أخاه المنذر في العساكر إلى نواحي ألبة والقلاع فعاثوا فيها وجمع لذريق للقائهم فلقيهم وانهزم وأثخن المسلمون في المشركين بالقتل والأسر فكان فتحا لا كفاء له .
ثم غزا الأمير محمد بنفسه سنة إحدى وخمسين بلاد الجلالقة فأثخن وخرب .
وفي سنة ثلاث وستين أغزى الأمير محمد ابنه المنذر إلى دار الحرب وفي السنة التي بعدها إلى بلاد بنبلونة فدوخها ورجع .
وفي سنة ثمان وستين أغزاه أيضا إلى دار الحرب فعاث في نواحيها وفتح حصونا .
وفي أيام الأمير محمد خربت ماردة وهدمت ولم يبق لها أثر .
وذكر بعضهم أنه رأى بالمشرق هذه الأبيات قبل أن تخرب ماردة بأعوام ولم يعلم قائلها وذلك سنة 254 .
( ويل لماردة التي مردت ... وتكبرت عن عدوة النهر ) .
( كانت ترى لهم بها زهر ... فخلت من الزهرات كالقفر