الأعنة وأطلقت وراجعت العقائل التي طلقت حتى لم يبق من الكتاب إلا الحاشية ولا من الليل إلا الناشية وسقطت الغاشية وأخلدت الفئة المتلاشية وتقلصت الظلال الفاشية إلا أن الله تدارك بقوم رجح من سلفنا أثبتوا في مستنقع الموت أقدامهم وأخلصوا لله بأسهم وإقدامهم ووصلوا سيوفهم الباترة بخطاهم وأعطاهم منشور العز من أعطاهم حين تعين الدين وتحيز واشتد بالمدافعة وتميز وعادت الحروب سجالا وعلم الروم أن لله رجالا وقد أوفد جدنا Bه على أبواب سلفكم من وقائعه في العدو كل مبشرة ووجودية منتشرة ضحكت لها ثغور الثغور وسرت بها في الأعطاف حميا السرور وكانت المراجعة عنها شفاء للصدور وتمائم في الدور وخفرا في وجوه البدور فإن ذمام الإسلام موصول وفروعه تجمعها في الله أصول وما أقرب الحزن ممن داره صول والملة والمنة لله واحدة والنفوس لا منكرة للحق ولا جامدة والأقدار معروفة والآمال إلي ما يوصل إلى الله مصروفة فإذا لم يكن الاستدعاء أمكن الدعاء والخواطر فعالة والكل على الله عالة والدين غريب والغريب يحن إلى أهله والمرء كثير بأخيه على بعد محله .
انتهى المقصود من المخاطبة مما يتعلق بهذا الباب والله سبحانه وتعالى الموفق للصواب وإليه المرجع والمآب الباب الثالث في سرد بعض ما كان للدين بالأندلس من العز السامي العماد والقهر للعدو في الرواح والغدو والتحرك والهدو والارتياح البالغ غاية الآماد وإعمال أهلها للجهاد بالجد والاجتهاد في الجبال والوهاد بالأسنة المشرعة .
( والسيوف المستلة من الأغماد ... ) .
أقول قدمنا في الباب قبل هذا ما كان من نصر المسلمين وفتحهم الأندلس وما حصل لهم من سلطان بها إلى مجيء الداخل فتقررت القواعد السلطانية وعلت الكلمة الإيمانية كما نسرده هنا إن شاء الله تعالى .
وذكر غير واحد منهم ابن حزم أن دولة بني أمية بالأندلس كانت أنبل دول الإسلام وأنكاها في العدو وقد بلغت من العز والنصر ما لا مزيد عليه كما سترى بعضه .
عبد الرحمن الداخل .
وأصل هذه الدولة كما قال ابن خلدون وغير واحد أن بني أمية لما نزل بهم بالمشرق ما نزل وغلبهم بنو العباس على الخلافة وأزالوهم عن كرسيها وقتل عبد الله بن علي مروان بن محمد بن مروان بن الحكم آخر خلفائهم سنة ثنتين وثلاثين ومائة وتتبع بني مروان بالقتل فطلبوا بطن الأرض