( ولو مكثوا به دهرا طويلا ... لما ذكروا الطعام ولا الشرابا ) .
( وطاردت الصوار بكل ضار ... كما أتبعت عفريتا شهابا ) .
( ضربت به على الآذان منها ... فلم تسطع حراكا واضطرابا ) .
( ومعصوب الجبين بتاج روق ... يروع خواره الأسد الغضابا ) .
( تعرف أن تحت الأرض ثورا ... فرام بأن يشق له الترابا ) .
( وكلت به هضيم الكشح أجنى ... حديد الناب تحسبها حرابا ) .
( تباعد مجمع الشدقين منه ... وسال الموت بينهما لعابا ) .
( فأثبته كوحي الطرف حتى ... توثق منه جازره غلابا ) .
( وصاح به الصوار وقد رآه ... حبيس الكلب قدمنع الإيابا ) .
( فغض الطرف إنك من نمير ... فلا كعبا بلغت ولا كلابا ) .
( وأرسلت الجياد إلى استباق ... كأن بوارقا شقت سحابا ) .
( فمن ورد أقب ومن كميت ... واشهب يلهب الأرض التهابا ) .
( وساقية العماد إذا أطلت ... إلى الأدواح تنساب انسيابا ) .
( تحوم بها العصي فراش ليل ... تروم بسمعه منه اقترابا ) .
( تحف بها خيول القوم منا ... فترسل نحوها الجرد العرابا ) .
( عجائب أبدعت علياك فيها ... ومثلك يبدع الأمر العجابا ) .
( محمد لا عدمت الدهر حمدا ... فقد أحسنت في الملك المنابا ) .
( وزكى نفسك الرحمن لما ... رآك ملكت للمجد النصابا ) .
( تداركت البلاد ومن عليها ... فامنت التنائف والشعابا ) .
( لقد أوليتنا بيض الأيادي ... لقد طوقتنا المنن الرغابا ) .
( روت عنك العوالي في المعالي ... حديث الفخر حقا لا انتسابا ) .
( ستفتح من بلاد الشرك أرضا ... قد اعتقلت عقائلها اغتصابا )