بابن زمرك الأندلسي مدح بها ملك المغرب عبد العزيز حين قدم عليه رسولا من صاحب الأندلس وهو قوله .
( ولو أنشدت بين العذيب وبارق ... لقال رواة الغرب يا حبذا الشرق ) .
ولم يظهر لي كل الظهور دلالته لي على حسن الختام ولا بد فالله سبحانه أعلم وقد أطلنا في ترجمة ابن زمرك فلنختم نظامه بموشحة له زهرية مولدية تضمنت مدح المصطفى وهي هذه .
( لو ترجع الأيام بعد الذهاب ... لم تقدح الأيام ذكرى حبيب ) .
( وكل من نام بليل الشباب ... يوقظه الدهر بصبح المشيب ) .
( يا راكب العجز ألا نهضة ... قد ضيق الدهر عليك المجال ) .
( لا تحسبن أن الصبا روضة ... تنام فيها تحت فيء الظلال ) .
( فالعيش نوم والردى يقظة ... والمرء ما بينهما كالخيال ) .
( والعمر قد مر كمر السحاب ... والملتقى بالله عما قريب ) .
( وأنت مخدوع بلمع السراب ... تحسبه ماء ولا تستريب ) .
( والله ما الكون بما قد حوى ... إلا ظلال توهم الغافلا ) .
( وعادة الظل إذا ما استوى ... تبصره منتقلا زائلا ) .
( إنا إلى الله عبيد الهوى ... لم نعرف الحق ولا الباطلا ) .
( فكل من يرجو سوى الله خاب ... وإنما الفوز لعبد منيب ) .
( يستقبل الرجعى بصدق المتاب ... ويرقب الله الشهيد القريب )