تعرفني فعرفته فصاح كلمة الصفا من المصطفى انتهى ببعض اختصار .
وقال ابن الزيات وحدثني أبو العباس الصنهاجي وغيره أن رجلا يعرف بابن الشكاز وكان غنيا فدار عليه الزمان وافتقر حدث أنه وصل لأبي العباس السبتي وعليه ثوب خلق تظهر منه عورته فشكا إليه حالته فأخذ بيده إلى أن خرج معه من باب تاغزوت فجاء إلى مطهرة هناك قال فدخل أبو العباس المطهرة وتجرد من أثوابه وناداني وقال لي خذ هذه الثياب فأخذتها وكان بعد العصر فأردت أن أرى ما يكون من أمره فصعدت إلى حائط هناك إلى قرب المغرب فإذا بفتى خرج من الباب على دابة معه رزمة ثياب فلما رأيته نزلت إليه فقال لي أين الفقيه أبو العباس فقلت ها هو في الساقية عريان فقال لي أمسك الدابة فسمعت الفقيه يقول له أين تلك الثياب فأخذها منه وخرج فلما رآني قال لي وما لك هنا قلت يا سيدي خفت عليك فلم أقدر على الانصراف وأتركك فقال لي أفترى الذي فعلت ما فعلت له يتركني ثم سألت الفتى عن سبب وصوله إليه فذكر له أن إحدى الكرائم أمرته أن يحمل إليه تلك الثياب وقالت له لا تدفعها إلا للفقيه ولا يلبسها إلا هو وهذه قصة صحيحة مشهورة .
وقال ابن الخطيب وروضته بباب تاغزوت أحد أبواب مراكش غير حافلة البناء ربما يتبرع متبرع باحتفالها فلا تساعده الأقدار وزرتها وربما شاهدت في داخلها أشياخا من أهل التعفف والتصوف يسارقون خفية الناظر إلى مساقط رحمات الله تعالى عليها لكثرة زائريها فيقتحم ذو الحاجة بابها خالعا نعله مستحضرا نيته ويقعد بإزاء القبر ويخاطبه بحاجته ويعين بين يدي النجوى صدقة