( أراد استراق السمع وهو ممنع ... فقام بأذياك الدجى يتلفع ) .
( وأصغى لأخبار السما يتسمع ... فأتبعه منها ذوابل شرع ) .
( لتقذفه بالرعب مثنى وموحدا ... ) .
( وما هو إلا قائم مد كفه ... ليسأل من رب السموات لطفه ) .
( لمولى تولاه وأحكم رصفه ... وكلف أرباب البلاغة وصفه ) .
( وأكرم منه القانت المتهجدا ... ) .
( ملاقي ركب من وفود النواسم ... مقبل ثغر للبروق البواسم ) .
( مختم كف بالنجوم العواتم ... مبلغ قصد من حضور المواسم ) .
( تجدده مهما صنيع تجددا ... ) .
( ومضطرب في الجو أثبت قامة ... تقدم يمشي في الهواء كرامة ) .
( تطلع في غصن الرشاء كمامة ... وتحسبه تحت الغمام غمامة ) .
( يسيل على أعطافها عرق الندى ... ) .
( هوى واستوى في حالة وتقلبا ... كخاطف برق قد تألق خلبا ) .
( وتحسبه قد دار في الأفق كوكبا ... ومهما مشى واستوقف العقل معجبا ) .
( تقلب فيه العين لحظا مرددا ... ) .
( لقد رام يرقى للسماء بسلم ... فيمشي على خط به متوهم ) .
( أجل في الذي يبديه فكر توسم ... ترى طائرا قد حل صورة آدمي ) .
( وجنا بمهواة الفضاء تمردا ... ) .
( ومنتسب للخال سموه ملجما ... له حكمات حكمها فاه ألجما ) .
( تخالف جنسا والداه إذا انتمى ... كما جنسه أيضا تخالف عنهما ) .
( عجبت له إذ لم يلد وتولدا ... )