أولى ويسر من صلاح الأحوال والصلاة والسلام على سيدنا محمد صفوة الأنبياء وسيد الأرسال والرضى عمن له من صحب وأنصار وآل فإن من المعلوم أن الأدب له بالنفس علاقة تؤديه إلى الاستحسان وتؤثر من اشتهر به بالملاحظة بلحظ الحظ مع تعاقب الأحيان ولا خفاء أن أيام مولانا الجد المقدس الغني بالله تولاه الله تعالى برضوانه كانت غررا في وجوه الأيام ومواسم تجمع الطم والرم من الرؤساء الأعلام الآخذين بأعنة الكلام السابقين في حلبة النثار والنظام وأن الفقيه الرئيس المدرك الناظم الناثر أبا عبد الله محمد بن يوسف أبن زمرك عفا الله تعالى عنه وحسبك بمن ارتضاه مولانا الجد C تعالى لكتابته وصرفه في الوجوه المتعددة من رسالته وحجابته وكان بذلك خليقا لما جمع من أدوات الكمال علما وتحقيقا وإدراكا ونبلا وفقها وأصولا وفروعا وأدبا وتحصيلا وبيانا وتفسيرا ونظما وترسيلا لما كان قد أخفت الأيام سنا صبحه وخابت وسائل نصحه وعادت بعدوانها بعد فوز قدحه وعثر بين أقدام أقوام لا يعرفون أي ذخر فقدوا ولا أي مطلق من تصريفاته الجميلة قيدوا مستبصرين بالجهل في دياجي غيهم معجبين بما ارتكبوه من جياد بغيهم جميعهم يلحظه بمقل دامية وألفاظ حامية يصابحونه بأوجه خلت عن الوجاهة سيماها الحسد وضميرها السخط بما قدره الواحد الصمد .
( فخر على الألاءة لم يوسد ... كأن جبينه سيف صقيل ) .
فيا لله من أشلاء هنالك ضائعة وأعلاق غير مصونة ووسائل مخفورة وأذمة قطعت أرحامها ولم يرع ذمامها وعاثت الأيدي الفاتكة حينئذ على بنيه وارتكبوها شنعاء في أهله وذويه