( أصبحت وارث مجدهم وفخارهم ... ومشرف الأعصار والأمصار ) .
( وجه كما حسر الصباح نقابه ... ويد تمد أناملا ببحار ) .
( جددت دون الدين عزمة أروع ... جددت منها سنة الأنصار ) .
( حطت البلاد ومن حوته ثغورها ... وكفى بسعدك حاميا لذمار ) .
( لله رحلتك التي نلنا بها ... أجر الجهاد ونزهة الأبصار ) .
( أوردتنا فيها لجودك موردا ... مستعذب الإيراد والإصدار ) .
( وأفضت فينا من نداك مواهبا ... حسنت مواقعها على التكرار ) .
( أضحكت ثغر الثغر لما جئته ... وخصصته بخصائص الإيثار ) .
( حتى الفلاة تقيم يوم وردتها ... سنن القرى بثلاثة الأثوار ) .
( وسرت عقاب الجو تهديك الذي ... تصطاد من وحش ومن أطيار ) .
( والأرض تعلم أنك الغوث الذي ... تضفي عليها واقي الأستار ) .
( ولرب ممتد الأباطح موحش ... عالي الربى متباعد الأقطار ) .
( همل المسارح لا يراع قنيصه ... إلا لنبأة فارس مغوار ) .
( سرحت عنان الريح فيه وربما ... ألقت بساحته عصا التسيار ) .
( باكرته والأفق قد خلع الدجى ... مسحا ليلبس حلة الإسفار ) .
( وجرى به نهر النهار كمثل ما ... سكب النديم سلافة من قار ) .
( عرضت به المستنفرات كأنها ... خيل عراب جلن في مضمار ) .
( أتبعتها غرر الجياد كواكبا ... تنقض رجما في سماء غبار ) .
( والهاديات يؤمها عبل الشوى ... متدفق كتدفق التيار )