الرياسة ويخب ويسعى في الفتنة ويدب ولما ارتفع الوبال وأدبر ذلك الإقبال راسل أهل التقوى مستمدا بهم ومعتمدا على بعضهم تحيلا منه وتمويها وتداهيا على أهل الخلافة وذويها وعرض عليهم تقديم المعتد هشام وأومض منه لأهل قرطبة برق خلب يشام بعد سرعة التياثها وتعجيل انتكاشها فأنابوا إلى الإجابة وأجابوا إلى استرعائه الوزارة والحجابة وتوجهوا مع ذلك الإمام وألموا بقرطبة أحسن إلمام فدخلوها بعد فتن كثيرة واضطرابات مستثيرة والبلد مقفر والجلد مسفر فلم يبق غير يسير حتى جبذ واضطرب أمره فخلع واختطف من الملك وانتزع وانقضت الدولة الأموية وارتفعت الدولة العلوية واستولى على قرطبة عند ذلك أبو الحزم ودبرها بالجد والعزم وضبطها ضبطا أمن خائفها ورفع طارق تلك الفتنة وطائفها وخلا له الجو فطار واقتضى اللبانات والأوطار فعادت له قرطبة إلى أكمل حالتها وانجلى به نور جلالتها ولم تزل به مشرقة وغصون الآمال فيها مورقة إلى أن توفي سنة 435 فانتقل الامر إلى ابنه أبي الوليد واشتمل منه على طارف وتليد وكان لأبي الحزم أدب ووقار وحلم سارت بها الأمثال وعدم فيها المثال وقد أثبت من شعره ما هو لائق وفي سماء الحسن رائق وذلك قوله في