ومن شعره الذي صرح به تصريح الصب وبرح فيه وقائع اسم الحب قوله .
( الجسم في بلد والروح في بلد ... يا وحشة الروح بل يا غربة الجسد ) .
( إن تبك عيناك لي يا من كلفت به ... من رحمة فهما سهماك في كبدي ) .
ومنه قوله .
( ودعتني بزفرة واعتناق ... ثم نادت متى يكون التلاقي ) .
( وبدت لي فأشرق الصبح منها ... بين تلك الجيوب والأطواق ) .
( يا سقيم الجفون من غير سقم ... بين عينيك مصرع العشاق ) .
( إن يوم الفراق أفظع يوم ... ليتني مت قبل يوم الفراق ) .
وله أيضا .
( يا ذا الذي خط الجمال بخده ... خطين هاجا لوعة وبلابلا ) .
( ما صح عندي أن لحظك صارم ... حتى لبست بعارضيك حمائلا ) .
وأخبرني بعضهم أن الخطيب أبا الوليد ابن عيال حج فلما انصرف تطلع إلى لقاء المتنبي واستشرف ورأى أن لقياه فائدة يكتسبها وحلة فخر لا يحتسبها فصار إليه فوجده في مسجد عمرو بن العاص ففاوضه قليلا ثم قال أنشدني لمليح الأندلس يعني ابن عبد ربه فأنشده .
( يا لؤلؤا يسبي العقول أنيقا ... ورشا بتقطيع القلوب رفيقا ... ما إن رأيت ولا سمعت بمثله ... درا يعود من الحياء عقيقا )